Page 68 - web
P. 68
الجامعة والمجتمع مقالات وآراء
للجامعـات تأثير كبير على صنـاع القـرار في المجتمعـات المعاصـرة؛ فهـي بمثابـة العقـل د .محمد بن عوض المشيخي
المدبـر لتقديـم الحلـول لمختلـف المشـكلات المسـتعصية التـي تواجـه المجتمعـات في مختلـف أكاديمي وباحث مختص في الرأي
دول العالم ،وذلك من خلال خلاصة الأفكار المنهجية والدراسات العلمية الجادة التي
يجريهـا الأسـاتذة والباحثـون المختصـون في مجـالات متعـددة ،خاصـة في القضايـا الأمنيـة العام والاتصال الجماهيري
والظواهـر الاجتماعيـة .كمـا أن طالب العلـم مـن الجيـل الصاعـد الذيـن هـم في مقاعـد سلطنة عمان
الدراسة يمتلكون طاقات جبارة وأفكا ًرا خلاقة يمكن الاستفادة منها وتسخيرها لخدمة
68
الأمـن الوطنـي.
وتعـد جامعـة نايـف العربيـة للعلـوم الأمنيـة التـي تتخـذ مـن الريـاض عاصمـة المملكـة
العربيـة السـعودية مقـ ًرا لهـا صر ًحـا مـن صـروح الفكـر والمعرفـة في الوطـن العربـي ،فهـي
الجهـاز العلمـي لمجلـس وزراء الداخليـة العـرب ،و ُتعنـى بالتعليـم العـالي والبحـث العلمـي
والتدريـب في المجـالات الأمنيـة والمياديـن ذات العلاقـة.
لقد وضعت جامعة نايف سلسلة من الوظائف على رأس أولوياتها؛ فكان أولها التعليم،
وتخريـج أجيـال المسـتقبل لرفـد الوطـن بالكـوادر المدربـة والمؤهلـة لخدمـة قطاعـات التنميـة
المختلفة.
وأمـا الوظيفـة الثانيـة ،فهـي الاهتمـام بالبحـث العلمـي الرصين؛ المتمثـل في تقديـم
الاستشـارات البحثيـة؛ للـوزارات والهيئـات الحكوميـة في داخـل الدولـة وخارجهـا ،وكذلـك
شـركات القطـاع الخـاص؛ بهـدف تقديـم الحلـول للمعوقـات التـي تواجـه هـذه القطاعـات
الخدميـة ،وتحسين أدائهـا.
وتتركـز الوظيفـة الثالثـة للجامعـة في خدمـة المجتمـع عـن طريـق تقديـم المحاضـرات
العلميـة ،والتدريـب المسـتمر للعاملين في الأجهـزة الأمنيـة في وزارات الداخليـة في العالـم
العربـي ،وكذلـك المؤسسـات الحكوميـة؛ لتأهيـل الأفـراد والضبـاط والمواطنين ،وتزويدهـم
بآخر المستجدات العلمية؛ المتمثلة في البرامج القصيرة ،والدورات الفصلية التي تعقد في
رحـاب هـذه الجامعـة العريقـة؛ ممثلـة في كليتـي العدالـة الجنائيـة وكليـة علـوم الجريمـة،
وكذلك مركزا (الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية) ومركز (السلامة المرورية على الطرق).
فجامعـة نايـف التـي تأسسـت كمعهـد صغير في بدايـة انطلاقهـا ،ثـم تحولـت إلى جامعـة
مكتملـة الأركان ذات سـمعة أكاديميـة رفيعـة وبيـت خبرة في الدراسـات الأمنيـة
والإسرتاتيجية تحـت قبـة بيـت العـرب الأولى الجامعـة العربيـة ،وتحظـى بدعـم سـخي مـن
حكومـة خـادم الحرمين الشـريفين الملـك سـلمان بـن عبـد العزيـز ومـن قبلـه إخوانـه الملـوك
والأمـراء الراحلـون – طيـب اللـه ثراهـم -بهـدف تحقيـق الأهـداف والطموحـات التـي يتطلـع
إليهـا صنـاع القـرار الأمنـي العربـي ومنسـوبو الأجهـزة الشـرطية والأمنيـة في الوطـن العربـي،
فقـد حرصـت الجامعـة على تنظيـم المؤتمـرات العلميـة بشـكل مسـتمر ،وذلـك لدراسـة
وتحليـل المشـكلات الأمنيـة والظواهـر الاجتماعيـة التـي تواجـه المجتمعـات العربيـة خاصـة،
والمجتمعـات الدوليـة عامـة؛ سـع ًيا نحـو إيجـاد الحلـول العلميـة والعمليـة المناسـبة لهـا مـن
خلال الاسـتفادة مـن العلمـاء الذيـن تحتضنهـم هـذه القلعـة العلميـة الرائـدة؛ وهـم لا